الثلاثاء 2 فبراير 2021 / 18:33

ذياب بن محمد بن زايد يرعى حفل تخريج 104 من اختصاصيي حماية الطفل

برعاية رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، أقيم أمس الأول الأحد، حفل افتراضي لتخريج 104 اختصاصيين ضمن برنامج تدريب اختصاصي حماية الطفل الذي نظمته الهيئة بشراكة مع جامعة جورجتاون الأمريكية، بهدف إعداد وتأهيل عدد من المواطنين والمواطنات العاملين في قطاعات الدعم المجتمعي بأبوظبي والدولة في مجالات حماية الطفل والكشف المبكر عن حالات الإساءة للأطفال.

كما يهدف البرنامج رفع كفاءة الإبلاغ عن الحالات والتعامل معها بفعالية، لضمان توفير مختلف سبل الرعاية والحماية والدعم للأطفال، وصولاً لتعزيز نمو وازدهار جميع الأطفال وتحقيق السعادة والرفاه لهم وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية.

نخبة من أبناء الوطن
وقال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان: "سعداء اليوم بتتويج نخبة من أبناء وبنات الوطن ممن استكملوا متطلبات البرنامج التدريبي لاختصاصيي حماية الطفل في أبوظبي، هذا البرنامج الأول من نوعه على مستوى الدولة، والذي جاء ترجمة لحرص قيادتنا الحكيمة على تعزيز نمو وازدهار الأطفال في إمارة أبوظبي وتوفير كافة سبل الحماية والرعاية لهم، من خلال تطوير نظام موحد لحماية الطفل في أبوظبي ضمن استراتيجيات متكاملة لمنع الإساءة والإهمال، وتطوير قدرات ومهارات العاملين في مؤسسات الدعم المجتمعي بإمارة أبوظبي والارتقاء بخبراتهم في مجال حماية الطفل".

وتابع أن "حماية الأطفال وضمان بيئة آمنة وداعمة لهم، من أسمى المهام والواجبات التي نقوم بها اليوم لنخطط ونبني المستقبل، وهي ركيزة مهمة في تنمية واستثمار طاقات وإبداعات أطفالنا الصغار ليكونوا قادة الغد ورواد نهضته، فرحلة الاستعداد للخمسين عاماً القادمة تبدأ من التركيز على أطفال الحاضر والعمل على تهيئتهم وتمكينهم وتحقيق النماء لهم، ومن هنا انبثقت رؤيتنا في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بأن يتمتع كل طفل صغير بالصحة والعافية ويتحلى بالثقة بالنفس وأن يكون محباً للاطلاع وقادراً على التعلم وتنمية قيم متينة في بيئة آمنة وداعمة للأسرة في أبوظبي، وهذا الأمر يستوجب علينا جميعاً مضاعفة العمل وتوحيد الجهود لجعل الأطفال دائماً محور اهتمامنا ونواة تفكيرنا وتخطيطنا".

وأضاف "بدأنا في أبوظبي بوضع أسس متينة للاستثمار في تمكين رأس المال البشري في مجال تنمية قطاع الطفولة المبكرة، وتعزيز خبرات المواطنين في هذه المجال للنهوض بدورهم في دفع عجلة تنمية هذا القطاع باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية التي ترتكز عليها عملية التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف القطاعات".

ووجه الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رسالة للخريجين جاء فيها: "أنتم اليوم مبعث أمانٍ واستقرار لأطفالنا الصغار، والعين الساهرة على أمنهم وسلامتهم، نتطلع من خلالكم إلى توفير كل الحماية والدعم للأطفال، والتوجيه والتوعية اللازمة للمجتمع، لترسيخ ثقافة حماية واحترام الطفل، كما أنني أؤكد على دوركم المهم في توطين وقيادة هذا البرنامج مستقبلاً، لإعداد المزيد من الكفاءات الوطنية اللازمة في هذا المجال، وتقديم أفضل الخدمات للطفل".

التطبيق العملي
وفي كلمة ألقتها خلال الحفل، ثمنت وزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد جهود القيادة الحكيمة في مجال تعزيز حماية الطفل وتنمية المجتمع، وتوجهت للخريجين قائلة: "أنتم الآن في مرحلة التطبيق العملي لهذا البرنامج، وبالتأكيد لديكم المعرفة والقدرة على التعامل مع مختلف الحالات، نتيجة الأثر الكبير لهذا البرنامج عليكم، من حيث تبادل الأفكار والخبرات والممارسات حول الحالات التي تم عرضها للوصول إلى أفضل المعالجات المناسبة لها، ومن خلال المناقشة وإبداء الآراء المختلفة بين المجموعات المشاركة لتقديم الحلول الناجعة لتلك الحالات، استناداً إلى آراء الأخوة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والقانونيين".

من جانبه، هنأ رئيس دائرة تنمية المجتمع الدكتور مغير خميس الخييلي الخريجين وأشاد بحرصهم على الالتحاق بالبرنامج لتنمية قدراتهم ومهاراتهم وإثراء خبراتهم بمجال حماية الطفل، وقال: "نفخر بهذا المنجز الذي يهدف إلى توطين وبناء أفضل الخبرات والممارسات المتصلة بمجال حماية الطفل وتأهيل نخبة من أبناء وبنات الوطن لريادة هذا القطاع المهم وقيادة البرنامج مستقبلا لإعداد الكفاءات الوطنية اللازمة في هذا المجال، فرعاية الأطفال والاستثمار في تنمية الطفولة إحدى الأولويات التي نركز عليها في منظومة القطاع الاجتماعي ونحن نتطلع لتأسيس جيل من الشباب قادر على العطاء بفعالية وممكن بالوعي المعرفي والمهارات اللازمة للتغلب على التحديات والمتغيرات".

إلى ذلك، قال النائب العام في أبوظبي المستشار علي محمد البلوشي في معرض حديثه خلال الحفل، إنه "لتضافر الجهود بين المؤسسات المحلية على رأسها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة حديثة العهد قوية الطرح، وما لمسناه من تعاون ملحوظ وكفاءة عالية في انجاز أحد البرامج الهامة بل الأكثر أهمية في مجال حماية الطفل وتحقيق مصلحته الفضلى ..سيترك ذلك الأثر العميق في تطبيق قانون الطفل وديمة بصيغة تخصصية يقوم بها اختصاصيو حماية الطفل لتوفير وسائل الأمن والأمان وكل ما يحتاجه الطفل من دعم قانوني ونفسي".

وألقى الاختصاصي سالم الحوسني من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم كلمة الخريجين، وقال خلالها: "نقف متشرفين جميعاً بحمل الرسالة السامية التي كُلِّفنا بها، والأمانة الغالية التي رشحنا لتحملها، وأقسمنا على أدائها بكل دقة وإخلاص، متسلحين بقوانين وتشريعات الإمارات والتي لم يألو أساتذتنا الكرام في أكاديمية أبوظبي القضائية وجامعة جورجتاون، جهداً من تقديم المعرفة الأكاديمية والتدريب العملي لنا، حفظاً لحقوق الطفل وسعياً نحو تعزيز بيئة إماراتنا الغالية لتبقى بيئة آمنة داعمة للطفولة".

104 مواطنين
وشهد البرنامج مشاركة 104 مواطنين ومواطنات يمثلون 12 جهة حكومية على المستويين المحلي والاتحادي، تمثلت بشرطة أبوظبي 51 اختصاصية واختصاصياً، مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم 22 اختصاصية واختصاصي واحد، دار زايد للرعاية الأسرية 5 اختصاصيات واختصاصي واحد، دائرة القضاء 5 اختصاصيات، مؤسسة الرعاية الاجتماعية وشؤون القصّر 4 اختصاصيات، دائرة التعليم والمعرفة اختصاصيتان واختصاصي، مدينة الشيخ خليفة الطبية 3 اختصاصيات، مركز أبوظبي للصحة العامة اختصاصيتان، مراكز إيواء اختصاصيتان، مؤسسة التنمية الأسرية اختصاصيتان، هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة اختصاصية واختصاصي، إضافة إلى وزارة تنمية المجتمع اختصاصية واحدة.

وتلقى الخريجون خلال البرنامج الذي استمر لعشرة أسابيع عبر خمس مراحل رئيسية تدريباً مكثفاً على الضبط القضائي ومنظومة حماية الطفل عبر وحدات تدريبية متكاملة، والتعريف بقانون "وديمة" واللائحة التنفيذية الخاصة به من قبل دائرة القضاء في أبوظبي وعدد من الخبراء والأكاديميين في جامعة جورجتاون الأمريكية، فضلا عن تدريبات عملية ومحاكاة لحالات افتراضية تتعلق بالإساءة للأطفال والتعامل الأمثل معها.

وتعكف هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة على تعزيز نظام حماية الطفل في جميع المراحل ابتداءً من مرحلة الوقاية وصولاً إلى إعادة التأهيل، وتطوير قدرات الوالدين وأفراد المجتمع لدعم احتياجات الأطفال وضمان رفاهيتهم، والتشجيع على اتباع سلوكيات قويمة تعود بالنفع على الأطفال وتعزز من نموه وقدراته، وتصميم عمليات مخصصة لتطوير السياسات والتشريعات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، تتبع استراتيجية استباقية قابلة لإعادة التطبيق اعتماداً على المشاركة والأدلة العلمية، وتتمتع بقابلية قوية للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع.