الأحد 7 فبراير 2021 / 16:19

نهيان بن مبارك يفتتح منتدى تعزيز الأخوة الإنسانية في الحكومة

افتتح وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، اليوم الأحد، جلسات منتدى تعزيز "الأخوة الإنسانية في العمل الحكومي" والذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتنسيق مع لجان التسامح في أكثر من 40 وزارة وهيئة اتحادية، لمناقشة الآليات والأدوات والجهود التي تستخدمها مؤسسات الدولة لترسيخ وتفعيل ثوابت وثيقة الاخوة الإنسانية ومبادئها.

حضر جلسات المنتدى وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ووزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، ووزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بو حميد، ومدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور سلطان محمد النعيمي، ووكيل دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي حمد علي محمد الظاهري.

التفاهم والسلام
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك، في كلمته الافتتاحية، أن "هذا المنتدى يهدف إلى تبادل الأفكار والآراء حول سُبل تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية في عمل حكومة الإمارات وبناء قنوات للعمل المشترك والناجح في هذا المجال"، معرباً عن تقديره للوزراء المشاركين في المنتدى، وإلى أعضاء لجان التسامح في الجهات الحكومية، مقدراً لهم جميعاً جهودهم في أن يكون التسامح والأخوة الإنسانية مجالاً خصباً للتميز في عمل الوزارات والهيئات، ووسيلة فعالة لتشجيع العمل المشترك بين جميع مؤسسات المجتمع، وتحقيق الاندماج الكامل جميع السكان في مسيرة الدولة، وأن تكون الأخوة الإنسانية طريقاً للتواصل مع الدول والشعوب، وبناء العلاقات الطيبة، وتحقيق التفاهم والسلام في ربوع العالم، بهدف أن تكون الإمارات في المقدمة والطليعة دائماً بين جميع الدول والشعوب في حرصها على أن تكون القيم الإنسانية هي الأساس في بناء الحاضر وفي تشكيل المستقبل على نحوٍ يحقق السعادة والنماء للبشر.

وقال إن "هذا المنتدى إنما هو احتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أعلنته الأمم المتحدة إحتفاء بيوم إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، وهي الوثيقة التي تقوم على الثوابت والغايات الأخلاقية والإنسانية النبيلة وترفض التعصب والعنف والكراهية، وتدعو إلى التضامن والتكافل بين الجميع بصرف النظر عن اختلافاتهم، كي يتعايشوا معاً، ويعملون في عالم يسوده المحبة والسعادة والسلام، كما تؤكد الوثيقة على حقوق المرأة والاهتمام بالطفل وحماية البيئة وحرية المعتقد وحماية دور العبادة وتوفير الدعم والمساندة للفئات الضعيفة في المجتمع، كما تؤكد على مسؤولية الفرد ودور كل مؤسسة في نشر قيم التعارف والحوار والعمل المشترك، لمكافحة التطرف والتشدد والإرهاب على كل المستويات".

وأضاف "إننا نحتفل بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية فإنما نعتز بأنها صدرت بحضور قداسة البابا فرانسيس، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، وهما من صناع السلام ورموز التسامح والأخوة الإنسانية في العالم، كما نعتز ونفتخر برؤيتهما الثاقبة لدور الإمارات وقادتها المخلصين في أن تكون الأخوة الإنسانية ويكون التفاعل الثقافي والحضاري الإيجابي عبر الحدود والأديان والثقافات، وسيلة مهمة لنشر السلام والمحبة بين الجميع".

وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن اعتزازه بالدور القيادي والمحوري لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، بل ودوره في قيام الأمم المتحدة بإعلان يوم صدور هذه الوثيقة يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، مؤكداً أن "الشيخ محمد بن زايد إنما يجسد بالقول والعمل معا كيف أن الإمارات الحبيبة هي دولة عميقة التراث والأصول يدعمها شعب صانع للحضارة والتاريخ حريص على التواصل الإيجابي مع الجميع، كما أنها دولة ترعى إنجازاتها دائماً قيادة مخلصة تشجع الفكر المستنير وتسعى بكل عزم والتزام إلى إسعاد الناس وإلى تحقيق جودة الحياة، في كل مكان".

دعوة عالمية
من جانبه، قال الدكتور أنور قرقاش إن "وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي انطلقت من الإمارات، إنما تمثل دعوة عالمية مفعمة بالأمل لإحياء القيم الإنسانية التي تحض على التآخي والمحبة، والتعاون والتسامح بين البشر، وبين شرق العالم وغربه، كما تعزز نهج الدولة القائم على الانفتاح والتعددية الثقافية والعيش المشترك، حتى أضحت دولة الإمارات نموذجاً عالمياً للتسامح والسعادة والازدهار، إذ تقطنها العديد من الجنسيات من شرق العالم وغربه، يعيشون فيها بكرامة وحرية وسلام ويحظون بكافة الحقوق وينعمون بالعدل والمساواة، وذلك في تأكيد على أن ما يجمع المجتمع الإنساني هو أكثر مما يفرقه".

وأكد أن "العلاقة بين الشرق والغرب لم تخل على مر تاريخها من النماذج المشرفة والراقية للتبادل الثقافي والحضاري والفكري، رغم ما شاب العلاقة بينهما أحيانأ من إشكاليات ومعوقات، وفي عالم اليوم الذي تعيش فيه الدول تحديات مشتركة وتعاني من أزمات لا تعترف بحدود وطنية، تبرز الأهمية في تبني القيم الإنسانية أكثر من أي وقت مضي، وفتح قنوات الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة والأديان حول المبادئ المشتركة للإنسانية، لذا فإن التعددية الثقافية والانفتاح على الجميع وإدماجهم في مجتمعاتهم يحقق الوئام الذي نحتاجه لبناء دولة قوية ناجحة، وهو خط الدفاع الأقوى في وجه الفتن والفوضى".

وأوضح أن "وزارة الخارجية والتعاون الدولي قامت بتضمين مبدأين مهمين من مبادئ الأخوة الإنسانية، وهما التسامح والتعايش، ضمن المحاور الرئيسية لسياسة دولة الإمارات الخارجية حيث شملت الأهداف تحت هذا المحور، تعزيز مبادرات وشراكات التسامح والتعايش الإماراتية إقليميا ودوليا، وتوسيع نموذجها في التناغم والاعتدال ليشمل مجالات ثقافية ودينية جديدة، والاستمرار في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للتسامح والتعايش وتعزيز الدورالريادي لدولة الإمارات في مواجهة الإرهاب والتطرف".

وأضاف " تستمر وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وفي هذا الصدد، أشير إلى انطلاق العملية التشاورية عبراللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لإعداد الخطة الوطنية لحقوق الإنسان والتي تشكل خارطة طريق وإطارا منهجيا ومؤسسيا توحد وتوثق من خلالها الجهود التي تبذلها الدولة في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان".

وقال إن "الإمارات، ممثلة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، ستستمر في مواصلة العمل مع شركائها الدوليين في تعزيز ثقافة السلام، بما يكفل إحلال الاستقراروالأمن وتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة، كما ستواصل جهودها في التعاون مع المجتمع الدولي على تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والعيش المشترك لما فيه خير البشرية".

المناهج الوطنية
من جانبه، أكد حسين الحمادي، في كلمته، أن "التحرك الكبير لإعلاء قيم الأخوة الإنسانية الذي تقوده الإمارات، ما هو إلا ثمرة لنهج ترسخ منذ عقود، وتوليه قيادة الدولة جل اهتمامها، ولعل منتدى آليات تعزيز مبادئ وثيقة الاخوة الإنسانية في العمل الحكومي ما هو إلا امتداد لهذا الفكر الإنساني الناضج والمحب للخير والمتقبل للآخر، والذي تمثله الإمارات قيادة وشعباً على مدى تاريخها".

وأضاف أن "الإمارات تبذل جهوداً متواصلة لتحويل قيم التسامح الواردة بوثيقة الأخوة الإنسانية إلى أولوية قصوى في الوزرات والمؤسسات والهيئات المعنية بالتعليم والثقافة والمجتمع"، مؤكداً أن وزارة التربية والتعليم ضمنت مبادئ الوثيقة في المناهج الوطنية وحولتها إلى دروس وموضوعات ومواقف تعليمية وتربوية، ليقوم طلبة المدارس الإماراتية بدراستها وقراءتها وتحليلها واستنتاج القيم والعبر منها، إضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات في الميدان التربوي التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان.

وأشار إلى أن "الوزارة قامت بنشر وتعميم الوثيقة على المدارس ووجهت الجميع لتصميم برامج تثقيفية وتدريبية لأعضاء هيئة التدريس بما تتضمنه الوثيقة من مبادئ تدعو إلى السلام والتقارب بين الشعوب وسيادة الحوار بين الأديان ورفض العنف الذي يقوض روح التسامح، لاسيما والعالم يواجه أزمة غير مسبوقة ناجمة عن تفشي وباء كورونا".

من جانبها، قالت حصة بوحميد، إنه "لمن دواعي سروري أن أشارككم في مهرجان الأخوة الإنسانية في وطن الانسجام والاحترام، أنه مهرجان قبول الآخر هنا في الإمارات التي تأسست على قيم العروبة والوحدة والعطاء، فكانت ولا تزال وطناً وحضناً للإنسان"، مؤكدة أن تحقيق السعادة من خلال ثوابت وثيقة الأخوة الإنسانية، هي تحصيل حاصل لجهود الإمارات وريادتها ومبادراتها الإنسانية التي جسدتها من خلال هذه الوثيقة التي تؤرّخ للإخاء والمودة والوفاء بين شعوب ودول العالم.

مجتمع متنوع
وعن مدى العمق الاستراتيجي لبنود وثيقة الاخوة الإنسانية وتأثيرها في المستقبل، قال الدكتور سلطان النعيمي إنه "لو افترضنا أن هناك دولة ما تقابلها دولة أخرى تسير وفق نهج انساني قيمي على النحو وعي انساني قيمي، فإن هذه الدولة والتي تضم مجتمعاً متنوعاً، وتضم أسرة واعية تنشئ أطفالها وفق القيم الإنسانية وقبول الآخر، ومدرسة تغرس في الأجيال الجديدة التعايش السلمي وفق مناهج دراسية تمازج ما بين التربية الأخلاقية والإنسانية، وبين أفضل المسارات في المناهج والعلوم المتقدمة، وإعلام واعي مدعوم بمنهجية تعلو من شأن الإنسان، ومفكرين ومثقفين وإعلاميين يساهمون بنتاجهم الفكري في تعزيز روابط المجتمع بسائر أطيافه، وقيادة سياسية مستشرفة للمستقبل تنظم مجموعة من القوانين والمبادرات نحو تعزيز التعايش السلمي والأخوة الإنسانية، فإن المخرجات الاستراتيجية المتوقعة ستكون تعزيز العيش المشترك والسلام المجتمعي، الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى مساهمات مهمة ليس للدولة، فحسب بل للإنسانية كلها بعيداً عن التطرف وإعلاء المصلحة الخاصة على العامة".

من جانبه، قال حمد على محمد الظاهري الذي تحدث عن دور وثيقة الأخوة الإنسانية في الجهود المجتمعية، إن "الإمارات منذ تأسيسها عملت على إرساء مفاهيم التلاحم والتعايش المجتمعي كما حرصت على احترام وتعزيز التعددية الثقافية حيث أصبحت الإمارات حالياً موطناً آمنا وطموحا لأكثر من 200 جنسية"، مؤكداً التزام دائرة التنمية المجتمع بالرؤية الحكيمة لدولة الإمارات وإمارة أبوظبي، وعملت خلال تنفيذ اجندة القطاع الاجتماعي على تعزيز التكامل والتماسك بين فئات المجتمع بمختلف أطيافه، من خلال إطلاق المبادرات والبرامج التي تهدف إلى توفير حياة كريمة للجميع.