صورة تعبيرية (أرشيف)
صورة تعبيرية (أرشيف)
الثلاثاء 13 يوليو 2021 / 15:59

كيف أصبحت الإمارات وجهة السياح المفضلة الأكثر أماناً

24- آلاء عبد الغني

بفضل استراتيجياتها وإجراءاتها الاستباقية والفاعلة، التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة إحياء حركة السياحة مع اتباع أعلى معايير السلامة العالمية، ولعبت إجراءات الأمان التي تطبقها الدولة، وما تضمه من عناصر وعوامل جذب متعددة، دوراً رئيسياً مهماً في منح السياح الثقة للاستمتاع بما توفره إمارات الدولة المختلفة لزوارها خلال موسم الصيف الحالي، وتنشيط حركة السياحة والسفر من وإلى الدولة، في ظل ما تفرضه مختلف دول العالم من قيود على حركتي السفر والسياحة للحد من تفشي جائحة كورونا.

وتبنت دولة الإمارات استراتيجية خلاقة للتعامل مع السفر في زمن كورونا، عبر تدشين ممرات آمنة مع عدة دول حول العالم، منها البحرين، وصربيا، واليونان، وسيشل، دون الحاجة إلى تطبيق متطلبات الحجر الصحي عند الوصول إلى الوجهة المختارة، مع مراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية المعتمدة، كما اتفقت مع إندونيسيا على إقامة ترتيبات ممر السفر الآمن مؤقتاً لتسهيل السفر الميسر للأعمال والأغراض التجارية والاقتصادية والدبلوماسية.

وتحظى الممرات الآمنة بأهمية كبيرة لقيامها على توافر عنصر الطمأنينة للمسافرين، وتمثل رسالة لهم بأن السفر آمن تماماً، وبأن صحتهم وسلامتهم وعائلاتهم وجميع مرافقيهم على رأس الأولويات، وبين أيدٍ أمينة، وهو ما يعد مطلباً رئيساً للمسافرين من مختلف دول العالم، ولاسيما في ظل تفشي جائحة كورونا.

معايير السلامة للمسافرين
من جهة أخرى حرصت مطارات الدولة خلال الجائحة على التنسيق والتعاون مع جميع الهيئات الحكومية والجهات المعنية لضمان اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان صحة وسلامة المسافرين، والموظفين وأصحاب المصلحة.

واتخذت مطارات الدولة حزمة من الإجراءات الاحترازية في جميع المرافق التابعة لها، من تطعيم الموظفين وفرق العمل باللقاح المضاد لكورونا، وإخضاع جميع الموظفين والركاب القادمين إلى مطار أبوظبي الدولي لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلل (PCR) للكشف عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وتطبيق أفضل تقنيات التعقيم لتنظيف الأماكن المشتركة، ونشر إرشادات التباعد الجسدي، وتعليمات الوقاية الشخصية والمسح الحراري.

الاعتماد الصحي
وفي مايو (أيار) من عام 2021 الحالي، حصل مطار أبوظبي الدولي على الاعتماد الصحي للمطارات من المجلس الدولي للمطارات، لالتزامه باتباع معايير الصحة والسلامة العالمية الشاملة في جميع عملياته، استجابة لتداعيات الوباء العالمي.

ويعكس الاعتماد الصحي فعالية معايير الصحة والسلامة المطبقة في مطار أبوظبي الدولي، والتي تنسجم مع توصيات فريق عمل إعادة إنعاش قطاع الطيران التابع لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي، بالإضافة إلى أفضل الممارسات المُعتمدة في القطاع، ويستند الاعتماد إلى تقييم التدابير والإجراءات الصحية الجديدة التي تم تطبيقها بعد ظهور "كوفيد-19".

كما حصل مطار دبي الدولي في الفترة ذاتها، على الاعتماد في برنامج الاعتماد الصحي من قبل مجلس المطارات الدولي (ACI)، بفضل إجراءاته الاحترازية لوقف انتشار "كوفيد-19" التي تتماشى مع أفضل الممارسات المتبعة عالمياً، والتي تساعد على توفير تجربة سفر أمنة وصحية لجميع المسافرين.

تقنيات حديثة
وقعت مطارات أبوظبي اتفاقية تعاون مع صندوق توازن لتنمية القطاعات الاستراتيجية لإطلاق روبوت يعمل بنظام القيادة الذاتية من طراز (CoDi BOT UGV) وتوظيفه في عمليات التعقيم ومكافحة الفيروسات، بما فيها فيروس "كوفيد-19"، وفعّلت التقنية الجديدة في جميع أنحاء مطار أبوظبي الدولي اعتباراً من شهر مايو (أيار) الماضي.

ويوفر الروبوت ثلاث وظائف أساسية، تتمثل في استهداف الفيروسات على الأسطح عبر رش مبيدات الجراثيم بنظام تحكم يستخدم الأشعة فوق البنفسجية، إلى جانب مهام الفحص الحراري للأفراد باستخدام الأشعة تحت الحمراء، فضلاً عن تعقيم المرافق باستخدام سوائل التعقيم الخاصة.

كما بدأت مطارات أبوظبي في وضع بوابات التعقيم الذكية، التي تم تصميمها وتصنيعها من قبل شركة "SterixEco" ومقرها دولة الإمارات، عبر المداخل والمخارج الرئيسية في مطار أبوظبي الدولي، تعمل البوابات عن طريق مسح درجة حرارة جسم الشخص أولاً عند دخوله إلى البوابة وتنبيه الأطراف ذات الصلة إذا كانت درجة حرارة الشخص أعلى من المعتاد، وبعد اختبار درجة الحرارة، يبدأ التطهير الكامل للركاب باستخدام سائل مطهر آمن ومعتمد دولياً من قبل الشركة.

ويتناثر السائل بطريقة تشبه الضباب، مما يسمح بتعقيم الأفراد من الرأس إلى أخمص القدمين في أقل من 3 ثواني، ويقتل السائل المطهر الخالي من الكحول أكثر من 99.9٪ من جميع الجراثيم والفيروسات، بما في ذلك فيروس "كوفيد-19".

أكبر المختبرات عالمياً
من جهتها اتخذت دبي خطوة كبيرة ضمن جهودها لتعزيز السفر الدولي الآمن وتسريع تعافي قطاع السفر مع الافتتاح الرسمي لواحد من أكبر وأحدث مختبرات المطار الداخلية لتحليل عينات الـ "PCR" في مطار دبي الدولي في يونيو (حزيران) الماضي.

ويقع المختبر الذي تبلغ مساحته 20،000 قدم مربع بالقرب من مبنى الركاب (2)، وهو مرفق مخصص لتحليل عينات الـ PCR السريعة على مدار الساعة للعينات التي تم جمعها من المسافرين في مطار دبي الدولي، حيث أنه يمكن تحليل ما يقارب 100.000 عينة يومياً، وتقديم نتائج موثوقة في غضون ساعات قليلة باستخدام أحدث معدات اختبار COVID-19 RT-PCR المتوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية، وتم تجهيز المختبر بغرف الضغط السلبي والإيجابي، وربط التقارير بالمنصات الحكومية لضمان سهولة تبادل المعلومات بين الهيئات الصحية والتنظيمية وشركات الطيران.

ختم السفر الآمن
وتقديراً للإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها الإمارات، خاصة في قطاع السياحة والسفر، حصلت دبي على ختم السفر الآمن، الأمر الذي انعكس إيجابياً على تعزيز ثقة الزوار والمسافرين بالإمارة.

كما حصلت جزيرة ياس - الوجهة الترفيهية في أبوظبي - على "ختم السفر الآمن" من المجلس العالمي للسفر والسياحةـ بناءً على إجراءات وبروتوكولات السلامة والصحة العامة المتبعة، لتكون بذلك أول وجهة سفر آمنة في أبوظبي تحصل على هذا الاعتراف الدولي.

وتعد الإمارات الوجهة المفضلة للسياح والزوار من العديد من دول العالم، انطلاقاً من الإجراءات والتدابير التي تطبقها جميع الجهات، وخاصة شركات الطيران، والمطارات، والفنادق والوجهات الترفيهية، إلى جانب تطبيق أعلى معايير السلامة في جميع وسائل النقل والأماكن العامة، ما يوفر تجربة سياحية وترفيهية آمنة.

المطارات
كجزء من الاستعدادات لاستيعاب النمو المتوقع في الطلب على السفر، افتتحت مطارات دبي المبنى رقم (1) و(كونكورس D) اعتباراً من 24 يونيو (حزيران) الماضي، بعد تعليقها 15 شهراً، إذ أغلقت المرافق في 25 مارس (آذار) عام 2020 بعد التعليق الجزئي للعمليات في مطار دبي الدولي كجزء من استراتيجية السيطرة على انتشار جائحة كورونا.

الناقلات الوطنية
وتتأهب الناقلات الوطنية الإماراتية لاستعادة نشاطها الكامل مع موسم العطلات الصيفية بالتزامن مع إجازات المدارس، مع تطبيق أعلى معايير السلامة والإجراءات الاحترازية، إلى جانب تنافسها في طرح باقات عروض للسفر إلى عدة وجهات، وتوفير تغطية تكاليف العلاج الطبي والحجر المتعلقة بـ "كوفيد-19" مجاناً لعملائها، بغض النظر عن وجهتهم أو الدرجة التي يسافرون فيها، والحجوزات المرنة، بسبب تداعيات فيروس كورونا عالمياً.

الفنادق
أطلقت العديد من إمارات الدولة أختام وشهادات تُمنح للمنشآت السياحية والتجارية والفنادق الملتزمة بالإجراءات الاحترازية والوقائية كالحرص على تطعيم العاملين والموظفين في المنشأة، وإجراء فحوصات دورية لتجنب الإصابة بالفيروس، فضلاً عن التأكد من امتثال هذه المنشآت لبروتوكولات الصحة العامة للوقاية من كورونا، ومعايير النظافة والتعقيم التي تؤمن للسياح قضاء إجازة آمنة في ظل تطبيق أعلى وأفضل معايير السلامة المتبعة عالمياً.

وعززت الإمارات جهودها للحد من تداعيات جائحة كورونا العالمية على قطاع السفر والسياحة، من خلال تنفيذ عدد من المبادرات المبتكرة، وتحقيق مزيد من الدعم والتسهيلات والحوافز للقطاع، وطرح الحلول لتحديات مسيرة التعافي بالتعاون مع شركائها من مختلف دول العالم، ما جعلها الوجهة المفضلة والآمنة للسياح.