من شواطئ قبرص (أرشيف)
من شواطئ قبرص (أرشيف)
الأربعاء 6 أكتوبر 2021 / 15:11

ما هي خلفيات استهداف إيران لإسرائيليين في قبرص؟

كتب محلل شؤون الاستخبارات في "جيروزاليم بوست" يوناه جيريمي بوب أنه إذا كانت إيران وراء استهداف رجال أعمال اسرائيليين في قبرص، فإن المحاولة الأخيرة ستكون جزءاً من حساب طويل ومفتوح لدى إيران لإسرائيل.

الخلاصة الرئيسية من الاستهداف الأخير هي أن "إيران لا تزال تطارد الإسرائيليين في الخارج، ومن غير المرجح أن تتوقف في أي وقت قريب"

وأشار إلى أنه خلال الأشهر الـ 15 الماضية، اتهمت إيران إسرائيل باغتيال كبير علمائها النوويين محسن فخري زاده، ومساعدة الولايات المتحدة على اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وتخريب ما لا يقلّ عن ثلاث منشآت نووية، من بين هجمات أخرى محتملة.

وأوضح أن طهران ردّت بمحاولة استخدام وكلاء لها على حدود إسرائيل لمهاجمتها، واستخدمت نفس الطريقة في محاولة للهجوم على مسؤولين دبلوماسيين إسرائيليين بالهند في يناير(كانون الثاني) الماضي، فضلاً عن هجمات عديدة على سفن يمتلكها إسرائيليون في البحر.

الحلقة الأضعف

وقال: "قد تستمر كل هذه الأساليب التي تحاول طهران من خلالها الانتقام من إسرائيل، لكن يبدو أن طهران وجدت حلقة أخرى ضعيفة يمكنها من خلالها استنزاف إسرائيل، أو الإسرائيليين على الأقل".

ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها إيران أو وكيلها حزب الله، مهاجمة الإسرائيليين في قبرص أو مراقبتهم. فعلى سبيل المثال، في عام 2012، تمّ القبض على مواطن سويدي لبناني المولد، ويدعى حسام يعقوب، وهو يتعقّب إسرائيليين في قبرص، وقد أدين بعد اعترافه بأنه عميل لحزب الله اللبناني.

حدث كل هذا في نفس الوقت الذي تمّ فيه الكشف عن مؤامرات إيرانية لاستهداف إسرائيليين في تايلاند والهند وجورجيا وأذربيجان وكينيا. وبعد فترة وجيزة من اعتقال يعقوب، نجحت إيران وحزب الله في قتل خمسة سياح إسرائيليين في بلغاريا. ناهيك عن العديد من الجولات السابقة لهجمات إيران وحزب الله على اليهود في الخارج.

إيران أضعف من أن تهاجم مباشرة

وقال: "إيران تختار هذه الأهداف، لأنها أضعف من أن تهاجم إسرائيل مباشرة".
حتى في المجال السيبراني، عندما شنّت إيران هجوماً إلكترونياً على البنية التحتية للمياه في إسرائيل في ربيع عام 2020، ردّت تل أبيب بهجوم إلكتروني أكثر تدميراً على ميناء إيراني رئيسي.

ووفقاً لبوب، إن "استهداف الإسرائيليين في الخارج في الدول الأضعف، هو أفضل خيار لطهران لمحاولة استخدام الحرب غير المتكافئة ضد إسرائيل".

اللعبة الكبرى
إلى جانب الرد الانتقامي، تدور اللعبة الكبرى حول كيفية حل المواجهة النووية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة إيران، وإلى أي مدى سيتمكن النظام الإيراني من الاستمرار في زعزعة استقرار دول الشرق الأوسط. ,مما لا شك فيه أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يرغب في إثبات حسن نيته كقوة لا يستهان بها.

ورأى أنه في كل مرة تسببّ إيران الأذى لخصومها، سيرفض الخصم المستهدف، وكذلك الغرب بشكل عام، نزاعاً أوسع، وسيكونون أكثر استعداداً لتقديم تنازلات بشأن القضايا النووية والإقليمية الواسعة - فقط من أجل تأمين الهدوء والاستقرار.

وخلص بوب إلى أن الخلاصة الرئيسية من الاستهداف الأخير هي أن "إيران لا تزال تطارد الإسرائيليين في الخارج، ومن غير المرجح أن تتوقف في أي وقت قريب".