ولد على دراجته في الموصل.(أرشيف)
ولد على دراجته في الموصل.(أرشيف)
الجمعة 8 أكتوبر 2021 / 10:21

مقاطعة الانتخابات العراقية تنذر بتشديد قبضة ميليشيات إيران

على الرغم من أن البرلمان العراقي رضخ لمطالب المحتجين الشباب بإجراء انتخابات مبكرة، تقول مجلة "إيكونوميست" إن معظم العراقيين سيقاطعون الحدث، محذرة من أنه إذا حدث ذلك، فمن المحتمل أن تشدد الميليشيات الطائفية والعرقية، وخاصة تلك الأقرب إلى إيران، قبضتها أكثر.

العزاء الوحيد هو خلو الإنتخابات من العنف، إلا أن النتيجة رهن بتعلم الشيعة الدرس من السنة الذين خسروا الانتخابات عندما قاطعوها

وتقول المجلة إن التجارب السابقة للعراقيين في الديمقراطية كانت أقل من بناءة. ففي عام 2018، لم يدل إلأا 44٪ فقط من الناخبين بأصواتهم. والمفارقة أن آخرين عوضوا انخفاض الإقبال، بالتصويت مرات عدة. وبعد أيام من قرار البرلمان بإعادة فرز الأصوات، اشتعلت النيران في مستودع يخزن مليون بطاقة اقتراع. ومذذاك، سعت بغداد إلى جعل التصويت التالي أكثر مصداقية. وزاد عدد الدوائر الانتخابية التي يجب أن تصب في مصلحة المرشحين المستقلين.

تزوير
وفي هذه الانتخابات، سيكن لدى حوالي 70٪ من الناخبين بطاقات بيومترية، مما سيقلل التزوير. وسيكون عدد المراقبين الأجانب خمسة أضعاف ما كان عليه عام 2018، بما في ذلك، وللمرة الأولى، وحدة من الاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، لا تزال سائدة. ويطالب كثيرون ممن كانوا في طليعة الاحتجاجات الجماهيرية قبل عامين بالمقاطعة. وقال إحدهم: "السياسيون لا يحترموننا، لذلك أنا لا أحترمهم"، مقتنعًا بأن الفصائل العراقية المسلحة لن تتنازل عن السلطة في صناديق الاقتراع.

فساد

ويتمثل القلق الأكثر شيوعاً في أنه حتى لو كانت الانتخابات نفسها أكثر عدلاً، فإن الخلافات بعد ذلك ستؤدي إلى تقاسم الفساد آخر بين الفصائل الرئيسية. ولا يزال من المرجح أن يتم تقاسم الوزارات بين الأحزاب الكبرى، مع التعامل مع عائدات النفط على أنها أرباح نقدية يتم تقاسمها، بما في ذلك مع الميليشيات الحزبية.

يعيش الشيعة في وسط وجنوب العراق وهم أكثر من فقدوا الثقة بالسياسة. وانضم الكثيرون منهم قبل عامين لحركات الاحتجاج التي طالبت بانتخابات حرة وتفكيك سيطرة الميليشيات على البلد. ولكن الجماعات المسلحة هذه زادت قوتها منذ ذلك الوقت حيث قتلت المئات بدون خوف من الملاحقة، ولاحقت المحتجين وطردتهم من الشوارع وسحقت جهودهم لتشكيل حركة سياسية عبر قتل وخطف واستفزاز قادتهم والناشطين منهم. كما أن العديد من المرشحين المستقلين الذين يزعمون أنهم يمثلون حركة الاحتجاج يعملون على تشتيت الأصوات، بشكل لن يؤدي إلا لفوز القلة منهم.

ملك ساحة الاحتجاج
ويقول ياسر مكي، طبيب الأسنان الذي انضم لحركة الاحتجاج في النجف: "كل مرشح يشعر أنه وحده ملك ساحة الاحتجاج".
وتقول "إيكونوميست" إن البعض حاول طلب المساعدة لإنشاء كتلة علمانية، لكن أمريكا على ما يبدو متعبة من محاولات نشر الديمقراطية. ويساعد على تقسيم البلاد تشرذم الطوائف الثلاث التي يتكون منها العراق: السنة والشيعة والأكراد. ويدعم الشيعة عدداً من الأحزاب، الكثير منها مسلح.

 وفازت كتلة سائرون التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر بمعظم أصوات عام 2018 لكن حملته في قاعدته التقليدية بمدينة الصدر، جنوب بغداد بدت متعبة، وهذا بسبب فشل الحزب باستخدام نفوذه في البرلمان لتحسين ظروف قواعده. وتحاول الجماعات المسلحة وبخاصة المقربة من إيران اختطاف ناخبيه، فقيس الخزعلي، زعيم عصائب الحق الذي انشق عن الصدر، يرقص على أنغام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، أية الله علي خامنئي. وتشارك "كتائب حزب الله" المعروفة بإطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد بالانتخابات لأول مرة. وحاولت فصائل شيعية الحصول على دعم إيران لمساعدتها بعدم تقسيم الصوت الشيعي.

وتخلص المجلة إلى أن العزاء الوحيد هو خلو الإنتخابات من العنف، إلا أن النتيجة رهن بتعلم الشيعة الدرس من السنة الذين خسروا الانتخابات عندما قاطعوها. وتقول المرشحة السنية ندى الجبوري "المقاطعة لا تنجح".