الجمعة 18 مارس 2022 / 13:33

ناشونال إنترست: كيف أخطأ بوتين الحسابات في أوكرانيا؟

24-زياد الأشقر

عن الأسباب التي حدت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إساءة التقديرات في أوكرانيا، قال الأستاذ المحاضر بالعلاقات الدولية في جامعة تل أبيب يوآف ج. تينيمبوم في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن عنصر المفاجأة، من خصائص الأزمات الدولية.

يمكن أن نستنتج أن بوتين تفاجأ بطول الحملة العسكرية في أوكرانيا، وبالرد غير المسبوق من الولايات المتحدة وحلفائها.

وقال إن المفاجأة تكون نتيجة نقص المعلومات الكافية، أو بعد إساءة تفسير معلومات متوفرة. إن الإطار الذهني لصانعي السياسات عنصر مهم على نحوٍ خاص في الأزمات الدولية.

ويمكن للتفكير القائم على التمنيات والإنحياز، أن يلعب دوراً مصيرياً في تقويم المعلومات. وهكذا، فإن توقع نتيجة أفضل من التي تتيحها المعلومات المتوفرة أو البحث عن معلومات تؤكد فرضيات مسبقة، أو وجهة نظر معينة مبنية على توقعات غير مسنودة، يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير منتظرة.

وأضاف "نفتقر إلى المعلومات الضرورية لنحدد على وجه الدقة ما توقعه بوتين من الأزمة التي أطلقها. ومن المؤكد أننا لا نملك المعلومات الموثوقة لمعرفة ما الذي توقعه عندما يغزو أوكرانيا. وما نعرفه هو أن تقييم الاستخبارات في الولايات المتحدة وبريطانيا كان صحيحاً لاستعداد روسيا لغزو أوكرانيا. ولا نعرف ما إذا كانت تعرف توقعات بوتين عقب الغزو".

الرد الموحد

لكن حتى مع معلومات موثوقة عن توقعات بوتين "يمكننا الاستنتاج من التقارير الأخيرة والاستدلالات الحذرة، أنه تفاجأ بالرد الموحد والمنسجم من الولايات المتحدة وحلفائها. وعلاوة على ذلك، ربما تفاجأ أيضاً بسلسلة ردود القطاع الخاص، من الشركات والأفراد، من التمويل إلى الرياضة، ومن التجارة إلى الثقافة".

واستناداً إلى تقارير صحافية، فإن استخبارات الولايات المتحدة وبريطانيا، أشارت إلى أن الروس أيضاً متفاجئين بالصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا، بعدما توقعوا غزواً سريعاً وسهلاً.

وذكر الكاتب أن الفجوة بين التوقعات والحقيقة، أدت إلى مفاجآت ملحوظة في تاريخ الأزمات الدولية.

كوريا الجنوبية
عندما غزت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية في 1950، أخذت القيادة الكورية الجنوبية على حين غرة. وفي المقابل، تفاجأ الكوريون الشماليون والاتحاد السوفييتي والصين الشيوعية على حد سواء، عندما قرر الرئيس الأمريكي هاري ترومان الرد عسكرياً على الغزو الكوري الشمالي.

الولايات المتحدة أيضاً، تفاجأت تماماً عندما تدخلت الصين في الحرب، بعد اجتياز القوات الأمريكية والحليفة خط العرض 38، عقب الهجوم المعاكس، عميقاً داخل كوريا الشمالية.

أزمة كوبا

وبعد عقد من الزمان، تفاجأ الرئيس الأمريكي جون إف. كينيدي بعد إبلاغه في 1962، بأن الإتحاد السوفييت، نشر سراً صواريخ نووية في كوبا، فعمد إلى التأكيد للاتحاد السوفياتي أن الولايات المتحدة لن تقبل نشر صواريخ هجومية على الأراضي الكوبية، فتعهد السوفييت بوقف نشر مثل هذه الصواريخ في كوبا.

حتى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، افترضت قبل شهرٍ من الأزمة أن فرصة نشر السوفييت صواريخ في كوبا، احتمال ضئيل. وعندما أعلن كينيدي وجود الصواريخ النووية السوفييتية في كوبا، كان لذلك وقع المفاجأة على القيادة السوفييتية، التي كانت تعتقد أن الولايات المتحدة تجهلٍ تماماً العملية السرية في كوبا.

وهل كان الزعيمان السوفييتي جوزف ستالين والصيني ماو تسي تونغ، اللذان وافقا على الغزو الكوري الشمالي، يعلمان أن ثمة فرصة لتدخل عسكري أمريكي؟ وهل كان ترومان عندما اجتاز خط العرض 38، يعتقد أن الصين ستتدخل في الحرب؟

وهل كان الرئيس الأرجنتيني ليوبولدو غاليتيري سيأمر بغزو جزر الفوكلاند في 1982، لو ظن أن بريطانيا سترد عسكرياً بدعم من الولايات المتحدة؟

رد أمريكا
إن رد فعل الولايات المتحدة وحلفائها على غزو أوكرانيا كان غير مسبوق. ربما توصلت القيادة الروسية إلى تقييم بناء على التاريخ الحديث، أنه مهما كانت الخطوات التي ستتخذ ضد روسيا فإنها لن تتجاوز حداً معيناً.

لذلك يمكن أن نستنتج أن بوتين تفاجأ بطول الحملة العسكرية في أوكرانيا، وبالرد غير المسبوق من الولايات المتحدة وحلفائها.