سيدة وطفلة في مخيم روج السوري (أرشيف)
سيدة وطفلة في مخيم روج السوري (أرشيف)
الخميس 28 مارس 2024 / 13:36

فتى في الرابعة عشرة يُرهب مخيم اعتقال في سوريا

بعد خمس سنوات من سقوط خلافة داعش المزعومة، نشأ جيل جديد من المتطرفين خلف السياج في مخيم روج، حيث تُحتجز البريطانية شميما بيغوم.

يسمع الدواعش القصف التركي ويشعرون بالقوة بسببه

وفي تحقيق من سوريا بعنوان "أمير داعش ابن الرابعة عشرة يحكم مخيم اعتقال في سوريا بالترهيب"، تقول صحيفة "تايمز" البريطانية إن كبير مسؤولي داعش في معسكر اعتقال روج كان في التاسعة، عند اجتياح ما تبقى من خلافة الجماعة الإرهابية في الباغوز. وهو الآن في الرابعة عشرة. وتظهر صورته المحفوظة في مكتب مدير المعسكر شاباً متوهجاً وممتلئ الجسم بملابس سوداء. ويرتدي نائبه، نفس الملابس ولكن بشرته شاحبة، وهو في نفس عمره.
ويدير المراهقان معاً عصابات تنفذ أوامرهما، ويهددان النساء في المخيم بالقتل بسبب تجاوزات مفترضة، ويصنعان أسلحة بدائية، وينشران تعاليم متطرفة بين الأطفال في الخطب الأسبوعية.

ضرب النساء

وقال مدير مركز الاحتجاز في روج، رشيد عمر، 39 عاماً، واصفاً "الأمير" وهو ينظر إلى صور الصبيين: "إنه مثل أمير تنظيم داعش في هذا المعسكر. الجميع يخافونه ونائبه هنا. تتعرض النساء للضرب بسبب عصيان أوامره، ثم يهددن بالقتل لمنعهن من الإبلاغ عن الاعتداءات. كلما حاولنا البحث عنه، يبدأ الأطفال الآخرون الثورة ضدنا. هناك الكثير من المراهقين معه في المعسكر".

بعد 5 أعوام من هزيمة آخر فلول داعش في الباغوز على يد مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، فإن التهديد القديم الذي تشكله تعبئة آلاف النساء والأطفال الذين فروا من الخلافة المزعومة في معسكرين للاعتقال، قد تضاعف، حسب المسؤولين الذين يديرون المخيم لصحيفة "تايمز".

تلقين عقيدة داعش

أصبح الأطفال الذين لم يكن لديهم أي خيار في قرار آبائهم بنقلهم إلى سوريا للعيش في دولة الخلافة المزعومة، شبابنا غاضبون خلف الأسلاك، أو خضعوا لتلقين عقيدة داعش المتطرفة دون أمل في مستقبل أفضل. وأدى تعنت الدول، بما فيها بريطانيا، ضد إعادة مواطنيها من سوريا إلى مراكمة المشاكل، كما أدت الهجمات المنتظمة التي تشنها الطائرات دون طيار والطائرات التركية إلى مفاقمة الأزمة.

وحتى مخيم روج الذي يؤوي 2600 معتقل، 1673 منهم تحت الـ18، والذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه مركز احتجاز نموذجي يتمتع بأمن مثالي بالمقارنة مع الوحشية في مخيم الهول، يتراجع.
وتقول الصحيفة إنه عُثر على سكاكين ومعدات لحام بدائية الصنع لأول مرة أثناء عمليات البحث هناك، واختارت 95% من النساء في المخيم، اللواتي يتحدرن من 55 دولة، ارتداء النقاب مرة أخرى، أو أُجبرن على ذلك، وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء، وتزايد التحدي للحراس بالتوازي مع ضربات الطائرات دون طيار التركية لقوات سوريا الديمقراطية.

نوع من الحصار

وقال مدير المخيم: "يبدو الأمر كأننا تحت نوع من الحصار هنا.. الضربات التركية نسفت بنيتنا التحتية. ونتيجة لذلك، هناك الآن نقص في المياه والوقود والكهرباء في المخيم. ومع تدهور الظروف، بدأت النساء في المخيم العمل يداً واحدة. يسمع الدواعش القصف التركي ويشعرون بالقوة بسببه. يرونني ومعاوني ويرسمون أصابعهم على حناجرهم. إنهم أكثر تنظيماً وأكثر قوة".
واتهمت تركيا قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بالتواطؤ في هجمات حزب العمال الكردستاني ضد المؤسسات التركية والمواقع العسكرية في العراق، وشنت موجات من الغارات الجوية في شمال شرق سوريا منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وشملت الأهداف ضباط قوات سوريا الديمقراطية وأمن الأسايش، فضلاً عن أبراج المياه وصوامع الحبوب ومصافي النفط والغاز وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة.
ومع تراجع إمدادات المياه، تعتمد روج الآن على بئرين داخل محيط المخيم للحصول على الجزء الأكبر من المياه، ولكن بما أن ضربات الطائرات دون طيار قطعت الكهرباء، فقد أصبح من الضروري ضخ المياه بالمولدات، كما ارتفعت أسعار الوقود في أعقاب الهجمات على المصافي.
وخلال إحدى موجات الضربات التركية الأخيرة خلال فصل الشتاء، استجابت النساء في روج، لأصوات الانفجارات بإشعال النيران على طول السياج المحيط. وفرت عائلتان تونسيتان بفضل الارتباك.
ترافقت عودة نفوذ داعش مع تدهور الأوضاع الأمنية، وتشدد مجموعات من الموالين له، وصلت أخيراً إلى مخيم روج بعد نقلهم من الهول، قواعد اللباس والسلوك، ومن بينهم شبان.
وتابع عمر "ليس كل مراهق هنا متطرفاً.. ولكن أصبح من الصعب منع تأثير الذين هم كذلك. في هذا المخيم، يعتبر  من يبلغ 13 عاماً، رجلاً. وفي كل مرة نحاول فيها فصل المراهقين الذكور عن الأمهات المتطرفات في مراكز إعادة التأهيل، نتعرض لانتقادات من وكالات الأمم المتحدة بسبب انتهاكات الحقوق. ماذا علينا أن نفعل؟".