إسرائيليون يتظاهرون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في تل أبيب.
إسرائيليون يتظاهرون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في تل أبيب.
الأربعاء 17 أبريل 2024 / 13:52

نيويورك تايمز: نتانياهو يغيّر سردية أحداث الشرق الأوسط

قبل أسبوعين، كان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتعرض لموجة من الضغوط من أجل وقف شحنات الأسلحة البريطانية لإسرائيل بسبب حربها المدمرة في قطاع غزة، لكن بعد الهجوم الإيراني وجه سوناك تحية للمقاتلات البريطانية التي شاركت في إسقاط عدد من المسيّرات الإيرانية كجزء من حملة لتقويض الهجوم الإيراني على إسرائيل.

الحرب الآن هي في العلن بين إيران واسرائيل

وهذا برأي الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مارك لانلر، يعتبر مثالاً ساطعاً على الكيفية التي أدى بها الصدام بين إسرائيل وإيران، إلى تشويش المعادلة في الشرق الأوسط.

وفي مواجهة موجات من الصواريخ الإيرانية، سارعت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وآخرون إلى مساعدة إسرائيل، ونحوا جانباً غضبهم حيال غزة، كي يدافعوا عن الدولة العبرية في مقابل ما يعتبرونه عدوها اللدود، على رغم مناشدتهم في الوقت ذاته لها ضبط النفس في مواجهة الهجوم الإيراني.
واستناداً إلى دبلوماسيين ومحللين بريطانيين وأمريكيين، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بموافقته على ضربة جوية قاتلة ضد اجتماع لجنرالات إيرانيين في دمشق في الأول من نيسان (أبريل)، أثار انتقاماً إيرانياً، لينجح بذلك في تغيير السردية في المنطقة.

لكنهم قالوا إن هذا التغيير قد يكون تغييراً عابراً، إذا ما أمر نتانياهو بضربة مضادة تحدث ما يكفي من الأضرار، التي تدفع المنطقة إلى حرب أوسع. 

ويقول محللون إن الضغط الغربي على نتانياهو في ما يتعلق بإيران، سيكون أكثر بكثير من ذلك الذي مورس بالنسبة إلى غزة، لأن انفجار حرب شاملة بين إسرائيل وإيران يكون أكثر زعزعة للاستقرار- جيوسياسياً واقتصادياً- مما هو خلال الحملة الإسرائيلية لاستئصال حماس من غزة.

وستملي الحرب سلسلة من القرارات الصعبة على حلفاء إسرائيل بوتيرة سريعة، وتفرض عليهم إعادة التفكير بكامل استراتيجياتهم حيال المنطقة.

وبينما جمع الهجوم الإسرائيلي في غزة معظم الرأي العالمي ضده، خصوصاً بعد الضربة الإسرائيلية التي قتلت سبعة من موظفي المطبخ المركزي العالمي، فإنه لم يتسبب باضطراب الأسواق المالية أو يرفع أسعار النفط، مثلما يمكن أن تفعل حرب بين إيران وإسرائيل. 

ومن شأن حرب كهذه أن تؤدي على الأرجح إلى تورط الولايات المتحدة وربما بريطانيا، التي لعبت دورها التقليدي في الجهد الذي قادته أمريكا لاسقاط المسيّرات والصواريخ الإيرانية.

ومن الممكن أن يترتب على ذلك تأثيرات سياسية متقلبة في البلدين، اللذين سيقترع ناخبوهما في وقت لاحق من العام.

ويقول والي نصر الأستاذ في مدرسة جون هوبكينز للدراسات الاستراتيجية الذي خدم في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أنه "إذا كانت إسرائيل ستعاقب إيران كل مرة، فإنها ستتسبب باضطراب هائل في واشنطن ولندن، لذلك سيضغط البلدان على إسرائيل، وسيكون هناك جهد دولي لضرب طوق حول سلوك إسرائيل نحو إيران".

 رد فعل موحد

وبحسب دانيال ليفي المفاوض الإسرائيلي السابق الذي يدير الآن مشروع الولايات المتحدة - الشرق الأوسط للأبحاث الذي يتخذ لندن مقراً له، فإن الفرق في المخاطر الدولية بين إيران وغزة كان واضحاً في كيفية تعامل الحكومات الغربية مع إسرائيل بالنسبة لكل حالة.

وقال: "كان هناك رد فعل عام موحد يدافع عن إسرائيل في شأن إيران، مع رسائل قوية لإسرائيل، لا تفعلوا ذلك، بينما بالنسبة لغزة فكان هناك الكثير من القلق العام، مع الافتقار إلى الإرادة لاتخاذ قرار صارم في السر".

ويرى الدبلوماسي البريطاني السابق بيتر ريكتز: "يفترض أن نتانياهو قد أخذ في الاعتبار عندما قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، بأن الإيرانيين سيردون، وهذا ما سيحدث تحولاً في موقف الأمريكيين وحلفائهم الغربيين ليقفوا خلف إسرائيل، ونجح في ذلك نجاحاً ملحوظاً".
وقال السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل مارتن أنديك، إن رداً إسرائيلياً محدوداً ربما يكون السيناريو الأكثر ترجيحاً.

وأضاف أن "نتانياهو سيرد – عليه أن يفعل - لكن ليس بطريقة تتطلب من الإيرانيين أن يردوا، والحصول على حسن نية من بايدن بالنسبة إلى حرب غزة".

ورأى أن "الحرب الآن هي في العلن" بين إيران وإسرائيل، وأظن أن هذا سيجعل كلا الجانبين أكثر حذراً في شأن نوايا الطرف الآخر".