مسلحون من حزب الله اللبناني (أرشيف)
مسلحون من حزب الله اللبناني (أرشيف)
الإثنين 22 أبريل 2024 / 20:39

لماذا لم يتدخل حزب الله في الرد على إسرائيل؟

مع تراجع إيران وإسرائيل عن حافة الحرب الشاملة في الأسبوع الماضي، برزت إشارة واحدة تكشف أن أياً من الطرفين لم يكن حريصاً على التصعيد، اعتماداً على الدور المحدود لحزب الله، رغم أن تصاعد التوتر بين إسرائيل والحزب منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) أدى إلى أكثر الاشتباكات دموية خارج حدود إسرائيل منذ عقود.

ومع ذلك، عندما وصلت الأعمال العدائية الإقليمية إلى أخطر مستوياتها حتى الآن في الصراع، بعد إطلاق طهران وابلاً من 300 صاروخ وطائرة دون طيار في أول هجوم مباشر على الإطلاق على إسرائيل ، كانت مشاركة حزب الله رمزية إلى حد كبير.
وفي 14 أبريل (نيسان)، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ بالتنسيق مع هجوم طهران على ثكنة إسرائيلية في مرتفعات الجولان، على الأرجح من سوريا حيث يعمل مقاتلوه أيضاً. لكن الوابل كان أصغر من الهجمات التي أطلقها منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وعندما اختارت إسرائيل الرد على إيران بعد ستة أيام، لم تكن مواقع حزب الله مستهدفةً.
وقال محللون إن تخلي الجانبين عن إشراك حزب الله، أقوى وكيل لإيران، كان أحد أهم القرارات في احتواء ما كان يمكن أن يكون تصعيداً، لا يمكن السيطرة عليه تقول إسرائيل وإيران إنهما لا تريدانه حالياً.

وقالت ريم ممتاز، زميلة أبحاث استشارية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: "بالنسبة لحزب الله وإيران، فإن الأمر يتعلق بتحليل التكلفة والعائد، لو كانت طهران تسعى إلى حرب شاملة مع إسرائيل، لكان حزب الله جزءاً أساسياً من هجومها".
ويعتقد المحللون أن الرغبة في الاحتفاظ بقوته النارية في الاحتياط، إذا  نفذت إسرائيل تهديداتها بإبعاد المسلحين عن الحدود بالقوة إذا تعذر الحل الدبلوماسي، تساعد في تفسير ضبط النفس النسبي لحزب الله.
وكانت رغبة إيران في تجنب إثارة رد فعل أمريكي وإسرائيلي أكثر قسوة على الحزب أحد العوامل أيضاً.
ورأت ممتاز أنه في حين أن الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل في 1  أبريل (نيسان) على مبنى قنصلية إيران في دمشق كانت بمثابة بداية التصعيد هذا الشهر، إلا أنها لم تتجاوز عتبة يمكن اعتبارها تهديداً وجودياً للنظام الإيراني، "لذلك فإن المشاركة الكبيرة لحزب الله لم تكن مطلوبة".

حزب الله فقد 260 مقاتلاً

فقد حزب الله حوالي 260 مقاتلاً منذ اندلاع الأعمال العدائية في اليوم الموالي لشن حماس هجومها على جنوب إسرائيل، وهي حصيلة أعلى حتى من حصيلة الصراع المدمر مع إسرائيل  في 2006، وفق حسابات صحيفة "فايننشال تايمز" المستندة إلى مصادر محلية.
كما قُتل أكثر من 60 مدنياً في لبنان، ونزح 90 ألفاً من القرى على حدوده الجنوبية. وفي إسرائيل، قُتل 14 جندياً و8 مدنيين في هجمات حزب الله، في حين هُجر أكثر من 80 ألفاً من الحدود.

جوهرة التاج

وتقول الصحيفة إن حزب الله هو جوهرة التاج في ما يسمى بمحور المقاومة في إيران، وهو عبارة عن شبكة قوية من الوكلاء الإقليميين الذين يضمون أيضاً، حماس، والحوثيين في اليمن ،والميليشيات الشيعية في العراق.
وتشير التقديرات إلى أن الحزب يملك ما بين 20 و50 ألف مقاتل، وأسطولاً من الطائرات دون طيار الهجومية والأسلحة الصغيرة، والمدفعية، والدبابات، والصواريخ الموجهة بدقة متزايدة.

وكانت آخر مرة خاض فيها مقاتلوه المتمرسون حرباً وحشية استمرت 34 يوماً ضد إسرائيل في 2006، وشحذوا مهاراتهم في العقد التالي عندما تدخل حزب الله لدعم الحكومة السورية في الحرب الأهلية.
وبينما خاض الحزب اشتباكات متبادلة مع الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل، أمكن احتواء القصف إلى حد كبير في المناطق الحدودية.
وأفاد مسؤول لبناني بأن قرار إسرائيل بتجنب ضرب حزب الله يوم الجمعة رداً على الهجوم الإيراني يظهر أن "الهدوء ربما ساد في الحكومة الإسرائيلية المنقسمة".
وقال المسؤول الذي طلب حجب هويته، إنه لو لم يفعلوا ذلك، لاضطر حزب الله إلى الانتقام بشراسة، و"ربما كنا بالفعل في حرب واسعة النطاق".
وأوضح إيال هولاتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق وزميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن استهداف إيران لإسرائيل مباشرة للمرة الأولى على الإطلاق يعني أن على إسرائيل الرد مباشرة على طهران، بدل وكلائها. وأضاف "الأمر لا يتعلق بحزب الله، بل بإيران...كان عليها أن تفهم هذه الرسالة حتى لا تعتقد أن بإمكانها الاستمرار في مهاجمتنا، ونأمل أن ما حصل عليه الإيرانيون من هذا هو أن عليهم أن يكونوا أكثر حذراً في المستقبل".

نقطة الاشتعال الأخطر

ورغم أنه ربما أمكن تجنب حرب شاملة في الوقت الحالي، لكن الصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية لا يزال يشكل نقطة الاشتعال الأكثر خطورة لتصعيد إقليمي أوسع نطاقاً.

وقال نائب زعيم حزب الله نعيم قاسم لشبكة "إن بي سي نيوز" في الأسبوع الماضي إن مجموعته "لن تقبل أن ينتهك الإسرائيليون قواعد الاشتباك" في جنوب لبنان، وستزيد هجماتها إذا فعل الإسرائيليون ذلك.
وقال محللون إن حزب الله استخدم أيضا مجموعة جديدة من التكتيكات ضد إسرائيل في عدة حوادث في  الأسبوع الماضي.