الأحد 21 سبتمبر 2014 / 09:23

صحف عربية: الرهائن الأتراك مقابل "التحالف الدولي" وسجون دمشق دربت قيادات داعش

تحدثت تسريبات صحافية عن أن أهم جولات المفاوضات حول تحرير الأسرى الأتراك جرت أثناء إعلان الرئيس باراك أوباما خطته لضرب "داعش" ما يشير إلى أن موقف تركيا من الانضمام إلى ذلك الحلف كان حاضراً أثناء المفاوضات على الرهائن، بينما اعتبر الوزير السابق والنائب اللبناني أحمد فتفت، أن نظامي "طهران ودمشق" هم من خلقا تنظيم "داعش"، إذ قال إن معظم قيادييه خرجوا من السجون السورية.

ذكر ناشط مدني مطلع من الموصل أن "داعش" أفرج عن الرهائن الأتراك بموجب اتفاق مع الجانب التركي يتضمن تقديم أنقرة لمساعدات عسكرية وطبية للتنظيم

عدد السجناء الذين تم نقلهم من سجن الرصافة إلى سجن الناصرية بلغ 58 سجيناً سعودياً منهم 8 سجناء موقوفين و50 آخرين محكوم عليهم بالسجن بين 10 سنوات و25 سنة

ووفقاً لما ورد في الصحف العربية اليوم الأحد، يعيش 58 سجيناً سعودياً في سجن الناصرية بمحافظة ذي قار جنوب العاصمة العراقية بغداد منذ أشهر تحت تكتم إعلامي شديد من قبل السلطات العراقية، بينما أثار دخول الرهائن الأتراك تركيا من مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، أكثر من تساؤل.

الرهائن مقابل عدم انضمام تركيا إلى "التحالف الدولي"
وفي التفاصيل، أعلن الرئيس أردوغان أن المحتجزين الأتراك أطلق سراحهم ضمن "عملية إنقاذ" نفذتها القوات الخاصة، فيما أكدت مصادر عراقية أن وساطة عشائر السنة في العراق هي التي أدت إلى الإفراج عن الرهائن، كما كان لافتاً نقل الرهائن براً من الموصل إلى سوريا ومن ثم عبورهم إلى تركيا عبر بوابة تل أبيض التي يسيطر عليها "داعش"، مع التأكيد بأن الجيش والاستخبارات التركية أشرفا على حراسة القافلة طوال الطريق.

وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، تحدثت التسريبات عن أن أهم جولات المفاوضات جرت أثناء إعلان الرئيس باراك أوباما خطته لضرب "داعش" وحشد دعم دولي لذلك وزيارات المسؤولين الأمريكيين لأنقرة التي جاءت في هذا الإطار، ما يشير إلى أن موقف تركيا من الانضمام إلى ذلك الحلف كان حاضراً أثناء المفاوضات على الرهائن، على رغم أن داود أوغلو نفى أي دور أمريكي في عملية تحرير الرهائن.

وقالت مصادر مقربة منه: "بالنظر إلى محاولة الاستخبارات الأمريكية الفاشلة في تحرير الصحافيين الأمريكيين، فإنه من العبث الحديث عن مساعدة أمريكية لتركيا في هذا الشأن"، لكن المصادر أكدت أن تركيا كانت تتابع الرهائن عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار والتعاون الاستخباراتي مع الدول الصديقة، وأن هذا التعاون لم يمتد إلى العمل على الأرض، حيث تم نقل الرهائن ثماني مرات إلى أماكن مختلفة في الموصل.

الرهائن الأتراك
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الغموض يلف ملابسات إطلاق عشرات الرهائن الأتراك الذين كان تنظيم "داعش" يحتجزهم منذ سيطرته على مدينة الموصل العراقية في 12 يونيو (حزيران) الماضي، ففيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "عملية خاصة" للاستخبارات أنقذت الرهائن فإن دخول الرهائن فجر أمس تركيا من مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا أثار أكثر من تساؤل.

ورفض مسؤول في مكتب رئيس الوزراء التركي توضيح ظروف العملية التي انتهت بإطلاق الرهائن الـ 49، وبينهم قنصل تركيا في الموصل، مستعيناً بالعبارة الشهيرة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم"، لكن مصدراً تركياً معارضاً شكك في الرواية الرسمية، مشيراً إلى أن المعلومات عن تحرير الرهائن بالقوة "مشكوك فيها".

من جهته، ذكر ناشط مدني مطلع من الموصل أن "داعش" أفرج عن الرهائن الأتراك بموجب اتفاق مع الجانب التركي، يتضمن تقديم أنقرة لمساعدات عسكرية وطبية للتنظيم.

سجون الأسد دربت داعش
على صعيد آخر، لم يخش الوزير السابق والنائب اللبناني أحمد فتفت، من وضع نظامي "طهران ودمشق" في خانة الدول غير الموثوق بها، مرجعاً ذلك لخلقهما تنظيم "داعش"، إذ قال إن معظم قيادييه خرجوا من السجون السورية.

وأشار فتفت إلى أن طهران ودمشق هما من خلقا "داعش"، انطلاقاً من أحداث الضنية، مروراً بنهر البارد، وصولاً إلى أحداث اليوم، محذراً من خلق تصور عام، حول أن الحرب على "داعش" هي حرب على "الطائفة السنية"، مضيفاً "من غير المطلوب في هذه المرحلة القول إن هناك طرفاً شيعياً يحارب داعش"، وذلك بحسب صحيفة الوطن السعودية.

واعتبر فتفت أن ولادة داعش كانت طبيعية، ما إذا كان نظام بشار الأسد، والنظام الإيراني هُما من أوجدا داعش لخدمة أهدافهما في المنطقة، كانت الخشية من زوال نظام دمشق وراء ولادة هذا الغول المتوحش.

58 سجيناً سعودياً في الناصرية
ووفقاً لصحيفة الرياض السعودية، يعيش 58 سجيناً سعودياً في سجن الناصرية بمحافظة ذي قار جنوب العاصمة العراقية بغداد منذ أشهر تحت تكتم إعلامي شديد من قبل السلطات العراقية، بعد أن تم نقلهم من سجن الرصافة الرابعة ببغداد إلى سجن الناصرية، حيث تم منعهم من التواصل مع ذويهم وتعرض العديد منهم للضرب والتعذيب من قبل القوات الأمنية وقوات سوات والرافدين المشرفين على السجن، إضافة إلى عدم توفر الأدوية للمرضى منهم، والتعامل معهم بشكل طائفي متشدد، ما تسبب في تدهور حالتهم الصحية والنفسية.

وأكد المتحدث الرسمي بوزارة العدل العراقية حيدر السعدي أن عدد السجناء الذين تم نقلهم من سجن الرصافة إلى سجن الناصرية بلغ 58 سجيناً سعودياً، منهم 8 سجناء موقوفين، و50 آخرين محكوم عليهم بالسجن بين 10 سنوات و25 سنة (أحكام جنائية مختلفة).

وأضاف أنه تم مؤخراً تخفيف عقوبة حكم الإعدام كان صادراً بحق سجين سعودي يقبع بالوقت الحالي بسجن الناصرية متهم حسب المادة الرابعة بقضية إرهاب، وتم تخفيف الحكم عليه إلى عشر سنوات.

وذكر السعدي أن الصليب الأحمر بالعراق زار سجن الناصرية يوم الخميس، واطلع على السجن وأحوال النزلاء بداخله، وأصدر تقريراً إيجابياً، مشيراً إلى أن من بين النزلاء السجين السعودي ناصر مبارك الدوسري الذي توفي يوم الخميس الموافق 3 ذو الحجة.