إسرائيلية كانت رهينة لدى حماس تتحدث في تجمع للمطالبة بإطلاق الرهائن
إسرائيلية كانت رهينة لدى حماس تتحدث في تجمع للمطالبة بإطلاق الرهائن
الجمعة 12 أبريل 2024 / 12:01

"الرهائن الأحياء" يقوّضون فرص وقف الحرب في غزة

تتصاعد المخاوف حول مصير من تبقى من رهائن في قطاع غزة، بعدما قالت حماس إنها غير متأكدة من أنها قادرة على تأمين الإفراج عن 40 مدنياً، كجزء من اقتراح تدعمه أمريكا لوقف النار، وفق ما أفاد مسؤولون مطلعون على المفاوضات.

كل يوم يمر من دون اتفاق يعرض حياة الرهائن للخطر


وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الاقتراح ينص على إطلاق 40 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون ومرضى، بموجب خطة تدعمها الولايات المتحدة لتحقيق وقف للنار لمدة 6 أسابيع. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن المئات من السجناء الفلسطينيين.
وعوض ذلك، لم يكن في استطاعة حماس تأكيد ما إذا كان لديها ما يكفي من رهائن للوفاء بشروط الاتفاق في المرحلة الأولى من الخطة المقترحة، مما عقد المحادثات في شأن الاتفاق على وقف نار محتمل في الحرب الدائرة منذ 6 أشهر، وأسفرت عن تدمير معظم القطاع.

وقال مسؤول في حماس إن الحركة لن تلتزم إطلاق 40 رهينة على قيد الحياة، لكنها تلتزم إطلاق 40 رهينة في المجمل، سواء أحياء أو أموات.
وهذا الاعتراف من قبل حماس، التي أخذت أكثر من 240 رهينة خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، عزز المخاوف في أوساط عائلات الرهائن، التي تمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لإبرام اتفاق مع حماس، ينص على وقف القتال وتحرير بعض من تبقى في الأسر.
وقالت هداس كالديرون، الأم لطفلين خطفتهما حماس ثم أطلقتهما في ما بعد، خلال مشاركتها في احتجاج أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "كل يوم يمر دون اتفاق يعرض حياة الرهائن للخطر. منذ نصف عام وهم يتلاعبون بحياتهم، ويسمحون بسفك دمائهم". ولا يزال والد الطفلين في الأسر.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية اتهام العائلات بأنها لم تجعل من تحرير الرهائن أولويتها، مؤكدة أن إطلاق سراحهم هو أولوية قصوى للحرب. وردت إسرائيل وحماس بانتقاد اقتراح وقف النار، الذي تقدمت به الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على تقديرات عن عدد الرهائن الذين من الممكن أن يكونوا أحياء. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.

وأضافت الصحيفة أن عدد الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة هو قضية محورية في المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى وقف للنار. وتنص المقترحات المقدمة من الولايات المتحدة والدول العربية على إطلاق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين، بأعداد متفاوتة، في مقابل أنواع مختلفة من الرهائن الإسرائيليين بما في ذلك المدنيون والمجندات والجنود الذكور وجثث الأسرى القتلى. ومن الممكن أن يعيق الغموض المحيط بعدد الرهائن الأحياء وهوياتهم التقدم في المحادثات.

نزاع إقليمي

وعلى نحو منفصل، يشير التأهب الأمريكي حيال احتمال تعرض إسرائيل لهجوم إيراني رداً على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان) ومقتل قادة عسكريين، إلى تحول هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى نزاع إقليمي، الأمر الذي يعقد بدوره الخلافات بين إسرائيل وحماس، وفي مقدمها التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح من تبقى من رهائن.
وهناك نحو 130 رهينة لا يزالون في غزة. ومن بين هؤلاء أكد المسؤولون الإسرائيليون علناً وفاة 34 منهم، لكن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين يقدرون سراً أن عدد الوفيات قد يكون أعلى. وتم تحرير أكثر من مئة رهينة خلال هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني).
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن بعض الرهائن الذين لا يزالون في الأسر تستخدمهم حماس كدروع بشرية حول قيادة الحركة، التي يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنها تختبئ في أنفاق بجنوب غزة.
وتشير بعض التقديرات الأمريكية إلى أن معظم الرهائن قد ماتوا، بحسب مسؤولين أمريكيين مقربين من الاستخبارات. ومع ذلك يؤكد هؤلاء أن المعطيات الأمريكية حول الرهائن محدودة وتعتمد في جزء منها، على الاستخبارات الإسرائيلية. وعلى الأرجح قتل بعض الرهائن في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، وفق ما يقول المسؤولون، بينما توفي آخرون لأسباب صحية، بما فيها جروح أصيبوا بها خلال أسرهم.
وتمثل أحدث التقديرات زيادة ملحوظة عن التقييمات الأمريكية الأخيرة. وفي فبراير(شباط) الماضي، اعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون أن ما لا يقل عن 50 رهينة قد قُتلوا، مما يشير إلى أن نحو 80 منهم لا يزالون على قيد الحياة.
ومعظم الوفيات حدثت نتيجة جروح أصيبوا بها خلال هجوم 7 أكتوبر. وهناك آخرون كانوا متوفين عندما نقل مقاتلو حماس جثثهم إلى غزة، ويعتقد أن الحركة قتلت بعضهم في الأسر. وأعلن الجيش الإسرائيلي في ديسمبر(كانون الأول) أيضاً أنه قتل ثلاثة رهائن من طريق الخطأ. وقتل رهينة على الأقل خلال عملية إنقاذ فاشلة.

ومنذ أسابيع أبلغ مسؤولون من حماس المفاوضين بأن الحركة غير قادرة على تأكيد عدد الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة، وفق وسطاء عرب يتحدثون مباشرة مع الحركة. وتتوسط مصر وقطر بين إسرائيل وحماس.
وفي بعض الأحيان، جادلت حماس بأن توفير معلومات حول من تبقى من رهائن يعني خسارة رافعة في المفاوضات، بحسب ما أفاد الوسطاء. وكررت حماس أكثر من مرة أنها تحتاج إلى وقفة في القتال لبضعة أيام، لجمع معلومات عن الرهائن.
ويعتقد الوسطاء أن غالبية من بقي من رهائن أحياء هم من الذكور الشباب، بمن فيهم الجنود، الذين تريد حماس ثمناً أعلى لمبادلتهم بسجناء فلسطينيين من ذوي الأحكام الطويلة المدانين بتهم تتعلق بالإرهاب.