الخميس 17 مارس 2022 / 11:25

ناشونال إنترست: أوروبا فرصة لأمريكا لتجنب حرب في آسيا

24-زياد الأشقر

تناول المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي أي. ويس ميتشل في مقال بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، العلاقة بين تايوان وأوكرانيا، قائلاً إن الطريقة الأسرع لتحفيز الرئيس الصيني شي جين بينغ على غزو تايوان، تكمن في الإخفاق في التعامل بحزم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

إذا لم تنجح الولايات المتحدة وحلفاءها في الإضرار بقوة اقتصادية من المرتبة الثانية مثل روسيا، فإن الصين قد تستنتج أن الغرب، سيكون أقل تأثيراً عليها

وإذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاءها من إنزال ألم كافٍ ببوتين بعد مغامرته في أوكرانيا، فإن شي قد يستخلص، على الأقل في المدى المنظور، أن الأمر لا يستحق المخاطرة، نظراً لعواقبه.

قد يبدو الأمر غير منطقي، لأن كل جهد تبذله الولايات المتحدة في أوروبا سيبدو كأنه غير متاح في آسيا. وبالمعنى العسكري، فإن الولايات المتحدة في حاجة إلى ضمان قوة كافية للتعامل مع الصين، إذا عمدت الأخيرة إلى استغلال أوكرانيا للتحرك نحو تايوان.

وفي الأزمة الحالية، تراقب الصين أمرين عن كثب. الأول، وهو الأكثر أهمية، الأداء العسكري الروسي.

فعلى غرار روسيا، أمضت الصين السنوات الأخيرة في تطبيق دروس مستخلصة من الهجمات التي شنها الجيش الأمريكي في البلقان، والعراق، وكيفية تطويره قواته.

إن أوكرانيا هي العرض الأول لهذه النتائج في مواجهة خصم جدي. وبمساعدة أوكرانيا على إنزال خسائر جسيمة بالغزاة، تظهر الولايات المتحدة وحلفاءها الأخطار التي يمكن لقوة كبرى أن تتكبدها في نزاع طويل الأمد على أرض معادية. والشيء نفسه قد يحدث في تايوان.

الاداء الاقتصادي
والأمر الثاني، هو أن بكين تراقب أداء روسيا اقتصادياً. وعلى غرار ما حصل مع موسكو، هُددت الصين بعقوبات مشلّة إذا حاولت غزو تايوان. وعلى نحوٍ أكبر بكثير من اقتصاد السلع الذي تعتمد عليه روسيا، فإن الصين متشابكة مع الاقتصاد العالمي ولذلك فهي معرضة لتعطل تدفق تجارتها.

وإذا لم تنجح الولايات المتحدة وحلفاءها في الإضرار بقوة اقتصادية من المرتبة الثانية مثل روسيا، فإن الصين قد تستنتج أن الغرب، سيكون أقل تأثيراً عليها.

وفي هذا السياق، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن محقاً عندما قال قبل الغزو، إن "القوى الكبرى لا تخادع".

وإذا هددت الولايات المتحدة بعقوبات كارثية ضد روسيا بسبب أوكرانيا، فإن الأفضل أن تكون كارثية فعلاً، لأن مصداقية الولايات المتحدة قائدة للنظام المالي، في معاقبة عدوان واسع، على المحك. وللولايات المتحدة بفرصة واحدة فقط لإثبات مصداقيتها، إنها أوكرانيا.

إن الأخبار الجيدة، هي أن أوكرانيا وفرت للولايات المتحدة وحلفائها فرصة للتصرف بحزم ليس فقط للتعامل مع الوضع في الداخل الأوكراني فحسب، وإنما لمنع أي تحرك ضد تايوان قد يتحول صراعاً عالمياً.

إن التأثير الذي تركته وحشية بوتين في تعبئة الأوروبيين لتحمل الأعباء الدفاعية، تضمن تغييراً في قواعد اللعبة على صعيد الاستراتيجية الأمريكية العالمية.

وبإنفاق ألمانيا في الأعوام المقبلة على الدفاع، أكثر مما تنفقه روسيا 110 مليارات دولار مقابل 62 مليار دولار، فإن الولايات المتحدة ستكون قادرة على تركيز قواتها التقليدية على ردع الصين.

وباختصار، على الولايات المتحدة أن تتصرف بحزم الآن، بطريقة لا تقتصر على "الوقت الراهن" فحسب. أمام أمريكا فرصة في أوروبا، لِتجنب حربٍ في آسيا.