مقعد سوريا في جامعة الدول العربية (أرشيف)
مقعد سوريا في جامعة الدول العربية (أرشيف)
الأربعاء 17 مايو 2023 / 16:39

سوريا تعود للقمة العربية من السعودية.. والسودان واليمن أبرز الملفات

من المحتمل أن يشارك الرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة، في القمة العربية في جدّة، إثر جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرّت 11 عاماً على خلفية النزاع المدمر في البلاد.

وقال خبراء إنّ دعوته للمشاركة في قمة جدة تظهر أيضاً نفوذ السعودية، بعدما تغلّبت على اعتراضات دول من بينها قطر لإعادة سوريا للجامعة العربية خلال مباحثات في القاهرة في مطلع الشهر الجاري.

تطبيع العلاقات

وبالإضافة لتطبيع العلاقات مع نظام السوري، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان هما النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، والنزاع في اليمن المستمر منذ أكثر من 8 أعوام.

وتُعقد القمة في جدة حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو 10 أيام، في مباحثات برعاية مسؤولين أمريكيين وسعوديين.

وتدفع السعودية في الملف اليمني نحو اتفاق سلام مع الميليشيات الحوثية بعد 8 أعوام من الصراع بي الجيش الوطني اليمني  والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

ولم تؤد الجهود الدبلوماسية السعودية في الملفين إلى اختراق كبير، لكن المحللين وكتاب الرأي السعوديين متفائلون.

وأفاد المحلل السعودي سليمان العقيلي بأن "قمة جدة من أهم القمم من فترة طويلة لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحديات إلى فرص" وتابع أن "القمة إذا استطاعت إعادة إدماج سوريا في النظام العربي واتخذت موقفاً قوياً من النزاع في السودان واليمن، فستكون ناجحة".

تحولات دبلوماسية

تسارعت هذه التحولات الدبلوماسية الأخيرة بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران في 10 مارس(آذار) وبعد أقل من أسبوعين، أعلنت السعودية أنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن عن قرار إعادة فتح بعثاتها في هذا البلد، في خطوة شهدت تبادل وزراء خارجية البلدين الزيارات لأول مرة منذ أكثر من عقد، إلا أنّ وجود الأسد المحتمل في جدة، الجمعة، لا يضمن التقدّم في حل الأزمة السورية.

كما أنه لم يتضح إذا كانت الجامعة العربية ستنجح في جهودها في قضايا عاجلة مثل مصير اللاجئين السوريين وتجارة الكبتاغون.

وقالت كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا غاكوبس: "من المهم أن نتذكر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجراء رمزي لإنهاء العزلة الإقليمية" وتابعت "من نواح كثيرة فهو بداية التطبيع السياسي، ولكن سيكون من المهم مراقبة إذا كان سيرافقه تطبيع اقتصادي، خاصة من الدول العربية الخليجية".

وقال حيد حمدان مدرس الجغرافيا في دمشق: "أنا والعائلة مهتمون بالأخبار السياسية لأول مرة منذ سنوات، ونتابع أخبار القمة أولاً بأول" واعتبر أن عودة بلاده للجامعة العربية تمثل "بدء العودة للنظام العالمي"، متوقعاً أن تسفر عن "إعادة فتح السفارات والشركات وعودة الحركة والحياة إلى البلاد" لكن آخرين عبروا عن آمال أقل.

وفي الأسبوع الماضي، توصّل طرفا النزاع في السودان إلى اتفاق "إنساني" لتمرير المساعدات الإنسانية وضمان خروج المدنيين من مناطق النزاع، لكنهما عجزا عن التوصل لهدنة في مفاوضات وصفها مسؤول أمريكي بأنها "صعبة جداً".

أما عن اليمن، فقال السفير السعودي في مقابلة صحافية إن أطراف النزاع في اليمن "جديون" لإنهاء الحرب المدمرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد محادثات مباشرة مع الميليشيات الحوثية.